يمكن لأى إنسان فينا
أن يعد إنسان أخر بأفعال وليس بعواطف، لأن العواطف لا شعورية، فقد يعد أحدنا الآخر
بأن يُحبه أو بأن يكرهه أو بأن يٌخلص له على الدوام،
لكنه فى هذا الوعد إنما يعده بشئ
لا سلطان له عليه، وحقيقة الوعد دائماً تكون فى الأفعال، وقد تكون طرق هذه الأفعال
متعددة يقوم بها الفرد دون أن يشعر، فالوعد بحب شخص لأخر يعنى، أنه مادام حبه له قائماً
فإنه سيعبر له بأفعال تدل على هذا الحب،
وقد تأتى أفعال لا سلطان للمرأ فيها تعبيراً
عن حبه للآخرين، تكون هذه الأفعال محاطة بقيود وسلاسل لا يمكن أن يعبر بها الطرف المحب
بأفعال ظاهرة، وإنما تكون خفية وستظل دوماً، خاصة إذا أقسم شخص لآخر بأنه سيحبه إلى
الأبد دون أن يخدع نفسه، وستظل مظاهر الحب مستمرة حتى وإن كانت خفية فى معظم الأحيان
.
ومع ذلك
ورغم كل القيود،
إلا أن لكل شئ " جينيالوجيا" وجينيالوجيا حب الآخرين إنما هى سهم من أسهم
الجمال البطئ، وأسمى أنواع الجمال ليس هو ذاك الذى يفتتنا على الفور، الذى تكون مداهماته
لنا قوية ومسكرة "فهذا النوع يثير الإشمئزاز بسهولة"، بل الذى يتسلل إلينا
ببطء، ونحمله معنا ولا نكان نشعر به، ذلك الذى نجده مرات ومرات فى حلمنا،
وفى اليقظة،
ذاك الذى يمتلكنا بأكملنا، ذلك الذى نعيشه فى كل لحظات حياتنا، وما ذاك إلا مظهر من
مظاهر التعبير عن الحب للآخرين
.
ومع ذلك...لا تتسرع
فى أصدار أحكامك على الآخرين فلربما كان أحدهم، محباً، لكنه لا يُحسن التصرف فى الأفعال،
ولربما كان سلطان تصرفاته أقوى من كل القيود .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق